روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | ابني بلا ثقافة.. ولا تواصل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > ابني بلا ثقافة.. ولا تواصل


  ابني بلا ثقافة.. ولا تواصل
     عدد مرات المشاهدة: 2192        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. ابنى ثقافته ضحلة أرجو ارشادي للبدء معه بقراءة كتب تناسب ثقافتة الضحلة ثوبه جزمته وغيره وكذا تواصله الاجتماعي سيئ

لا يحب الاجتماعات والاسواق والمناسبات لا يحضرها ويتحجج بأي شيء تافه علما انه يتم الاب يبلغ من العمر 27 لا أشعر ان له قبول اجتماعيا أرجو إرشادي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الأم الكريمة..

أسأل الله أن يقرّ عينكِ بابنكِ وأن يصلح شأنه ويرفع قدره ويجعله ذخرًا للإسلام.

أول ما أبدؤكِ به الوصية بالصبر وسعة الصدر والهدوء والرويّة في علاج المشكلة واليقين بالله: ولربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ***** ذرعًا وعند الله منها المخرج

أولًا:

توقفتُ طويلًا عند وصفكِ لمشكلة ابنكِ ولمستُ شيئًا من القسوة في الوصف فلم أجدكِ تلمحين إلى أيّ إيجابية في حياة ابنكِ، ولاشك أنّ هذا نابع من حرص وهمٍّ يشغلكِ..

كما تمنيت أن توضحي علاقته بربه هل هو محافظ على الصلاة أم لا..؟

وتمنيت أن يكون سؤالكِ هذا في مرحلة مبكرة في الطفولة أو على الأقل في فترات المراهقة.

ثانيًا: مشكلة ابنكِ:

]انطوائي في السابعة والعشرين،واهتماماته بسيطة ليس له حضور وقبول اجتماعي[

ثالثًا: أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه الصورة التي تصفينها من انطواء وتجنب للتجمعات الأسرية:

1_طريقة التربية التي تلقاها، فأي سلوك يصدر من الأبناء هو من غرس الآباء والمربين قصدًا أم من غير قصد.

2_صدمة تلقاها وأثرت عليه نفسيًا ولم يتم تجاوزها ومساعدته على تخطيها أو تعدّي عليه بأي شكل من الأشكال.

ثالثًا:

هل تعلمين أن نظرتكِ تجاه ابنكِ تنعكس كثيرًا عليه,فالأبناء شديدو الحساسية والمراقبة لمشاعر الوالدين ولنظرتهم (غيري نظرتكِ تجاهه).

واسألي نفسكِ ماهي الأشياء الجيدة التي يحسنها..؟ماهي الانجازات التي حققها في حياته؟ ماهي مميزاته..؟ فتشي في نجاحاته وامدحيه بها..فهو أكمل دراسته الثانوية وهو الآن موظف وعلى درجة عالية من الأخلاق،يهتم بنفسه..وغيرها.

رابعًا:أسئلة تأمليها..

*هل كان في طفولته مدللًا.؟فالتدليل يضعف جانب تحمل المسؤولية في الابن ويحوله إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي.

*هل تعرض في طفولته ومراهقته لإساءة جسدية كالضرب أو لفظية كالسب أو الشتم أو التحقير..؟فالقسوة الزائدة تؤدي إلى الانطواء وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصًا وحيدًا، منكمشًا فاقدًا لأهم صفات قوة الشخصية.

*هل تعرّض للتفرقة في المعاملة بينه وبين إخوته فهذا سبب قوي ينعكس على شخصية الابن سلبا.

*فقده لوالده من الأسباب الهامة حيث أنه افتقد إلى القدوة التي من خلالها يعرف كيف يتعامل مع الآخرين ويتفاعل مع المجتمع.

خامسًا:

فتشي عن السبب وابدئي في ترميم شخصية ابنك فهو بحاجة إليكِ،أنتِ أهم شخص في حياته وهو بحاجة إلى حنان كلماتكِ وإلى إظهار محبتكِ له واهتمامكِ به وتشجيعه وإلى دعواتكِ له (أسمعيه دعواتكِ له بالتوفيق والسعادة إذا دخل وإذا خرج)،مهما بلغ من السنّ فيظل الإنسان محتاجًا إلى أمه حاجة (الطفل).

سادسًا:

هل تعلمين أنه (عند حفر الآبار فإنهم يضخون بها شيئًا من الماء لتنبع بما فيها من المياه العذبة).

وكذلك كل أحد من البشر بحاجة إلى التشجيع لينضح بما فيه من الخير، وكل إنسان فيه خير ولديه إمكانات ولديه اهتمامات وطموح، إذا وجد الإحباط اختبأت تلك الاهتمامات والطموحات، خاصة إذا كانت الشخصية تجنُّبيّة وتميل إلى الحساسية فإن طموحه يخبت ويتحطم.

والعكس فإذا لقي التشجيع فإن معنوياته ترتفع وترتقي اهتماماته ويبدع..

سابعًا:

لاتقارنيه بمن حوله، فكل إنسان قسم الله له رزقًا ونصيبًا من الطباع ومن المال ومن التفاعل الاجتماعي، والله أعطى الإنسان القدرة على أن يغير من نفسه، ويؤثر فيمن حوله ويتأثر..

نعم نطمح للأفضل في علاقاتنا وأنفسنا لكن ننطلق من القناعة والرضا عندها سنتجه إلى الطريق الصحيح في الارتقاء.

ثامنًا:

مقترحات الحل بشكل مجمل..

1_العلاج الإيماني:

• الدعاء للابن والتوسل إلى الله بصلاح حاله وتفريج همه.

• تقوية الجانب الإيماني وتذكيره بالصلاة وكل ما يزيده قربًا من الله.

• بالنسبة للكتب التي تفيد ابنكِ بإذن الله وترقى باهتماماته مثلًا:)خمسون شمعة لأبنائي وبناتي) للدكتور عبد الكريم بكار , وليتابع مقاطع الدكتور محمد الثويني وهي متوفرة على الانترنت، وأنتِ تابعي مقاطع للشيخ خالد الحليبي (أنت والشباب).

• وتابعي محاضرة(الشباب والاهتمامات) للدكتور محمد الدويش

• كما أحيلكِ على كتاب:(صناعة القائد)للدكتور محمد السويدان ,وكذلك برنامج صناعة القادة وبالإمكان متابعته من خلال المقاطع على الانترنت.

2_العلاج النفسي:

• لاتقابلي انطواءه وتجنبه للاجتماعات باللوم والتقريع بل الحث والتشجيع.

• استخدمي مهارة بناء الثقة ,أشعريه بأنكِ بحاجة إليه واعتمدي عليه في مسؤوليات كبيرة في الأسرة.

• لاتوبخيه إذا أخطأ في الكلام أوتستهزئي به بل شجعي ورحبي به إذا أقبل وإذا قام أغرقيه بالدعوات هو وإخوانه وهكذا.

• تحري العدل بينه وبين إخوته، لاتظني الشخص البالغ يختلف عن الصغير في الحاجة إلى الإهتمام والتقدير من أمه، كلاهما ينظران للأم على أنها الشمس التي يستمدون منها الكثير من الشجاعة والحنان والضوء

• تحدثي معه في الأمور العامة واسأليه عن رأيه واستشيريه واسأليه عن حاله وإن كان متضايق وأخبريه بأن سعادتك من سعادته، جربي وستجدين الفرق في شخصية ابنك بإذن الله.

• من الكتب الهامة والرائعة وأسلوبها شيق كتاب:(مالم يخبرني به أبي عن الحياة) للأستاذ كريم الشاذلي , وكتاب:(موعد مع الحياة)للمؤلف خالد المنيف , وكتاب التربية الإيجابية لمصطفى أبو السعود،وليتابع مقاطع الدكتور طارق الحبيب حول الرهاب الاجتماعي

• اعرضيه على معالج نفسي لتقييم حالته.

ختامًا:يقول الدكتور سلمان العودة:

الابتلاء ليس معنى سلبيًا,ولذا قال تعالى:}لِنبلوهم أيهم أحسن عملًا{

ولم يقل أسوأ عملًا والحياة ذاتها ابتلاء، والتعبير بالحسن تحفيز على الإيجابية.

فرّج الله همكِ وهمّ ابنكِ وجعله من أعلام الهداية والخير..ونتمنى أن تبشرينا قريبًا بتغير حاله إلى الأفضل.

وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم

الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

المصدر: موقع المستشار